انطلاق فعاليّات مؤتمر التدخل المبكر في علاج النطق واللغة في أبوظبي

انطلقت فعاليّات مؤتمر التدخل المبكر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث تنظمه شعبة الإمارات لعلاج اللغة والنطق تحت مظلة جمعيّة الإمارات الطبيّة بدعم من مكتب أبوظبي للمؤتمرات في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وبالتعاون مع المجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبيّة في أبوظبي ممثلة في مركز هيلث بلاس للأطفال ومستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال وبمشاركة وفد كبير من الأكاديميين والمتخصصين في علاج النطق واللغة من داخل الدولة وخارجها.

وكشف سعادة الدكتور حسين الرند الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، رئيس شعبة الأنف والأذن والحنجرة في جمعيّة الإمارات الطبيّة، عن إعداد مشروع قانون لإلزاميّة فحص الأطفال بما في ذلك البلع والسمع لاستبعاد إصابتهم بأيّة مشاكل صحيّة واكتشافها في مراحلها الأوليّة، إن وجدت، وعلاجها في الوقت المناسب.

وأكد سعادته على أهميّة المؤتمر لأنه يركز على اللغة وأهميّة النطق الصحيح عند الأطفال خاصّة اللغة العربيّة الغنيّة بحروفها ومفرداتها، إلى جانب التركيز على السمع. وبالتالي فإن المؤتمر يتيح المجال أمام المشاركين لتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث التقنيّات في تشخيص صعوبات النطق والبلع واللغة وعلاجها في الوقت المناسب.

وقال أن موضوع النطق والكلام واللغة مهم جداً عند الأطفال، وأن الاكتشاف المبكر للحالات التي تعاني من صعوبات في النطق واللغة والبلع يساعد على علاجها في الوقت المناسب، والبحث عن أسباب عدم النطق الصحيح، إلى جانب التعامل السليم مع الحالات التي تخضع لعمليات زراعة القوقعة والتي تحتاج إلى تأهيل وتدريب في النطق واللغة.

وأكد السيد محمد علي الشرفاء الحمادي الرئيس التنفيذي للمجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية أن مثل هذه المؤتمرات تحظى باهتمام المجموعة ومستشفياتها لدورها في صقل الخبرات والاستفادة من التجارب العالمية لتعزيز مستوى الخدمات المقدمة، موضحاً أن مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال ومركز هيلث بلاس للأطفال في ابوظبي يقدم خدمات متخصصة في مجال تأهيل الحالات التي تعاني من صعوبة في النطق وتأخر الكلام.

وقالت السيّدة سارة بشار أخصائيّة علاج النطق واللغة، رئيسة شعبة علاج النطق واللغة ورئيسة المؤتمر، “يشارك في إلقاء محاضرات المؤتمر مجموعة من الخبراء من السعودية ومصر ولبنان وتونس والمغرب والكويت والإمارات وبريطانيا وأمريكا. وقد تخلل اليوم الأول من المؤتمر محاضرات علميّة منها محاضرة عن صعوبات النطق في حالات الشفة المشقوقة والحلق، ومحاضرة عن اضطرابات اللغة لدى أطفال دول الخليج الناطقين باللغة العربيّة.”

وأضافت أن ورشة العمل كانت عن تطور النطق واللغة لدى حالات تثلث الصبغيّة 21 (متلازمة داون).  أمّا التدخل المبكر فتناولته جلسة النقاش التي يشارك فيها أخصائي علاج وظيفي وأخصائي نطق ولغة بالإضافة إلى أخصائيّة نفسيّة واستشاري حديثي الولادة. أمّا اليوم السبت فقد تم التطرق إلى أحسن طرق التدخل المبكر لدى أطفال التوحد، وألقت خبيرة من لبنان محاضرة عن التدخل المبكر عند الاطفال الذين يعانون من التأتأة، وكيفيّة تدريب أهالي الأطفال. كما تم عقد جلسة باللغة العربيّة يتحدث فيها رؤساء عدد من الجمعيّات العربيّة لعلاج النطق واللغة عن التدخل المبكر للأطفال من أصحاب الهمم في العالم العربي.

وأوضحت أن برنامج اليوم تضمن توقيع اتفاقيّات مع عدد من جمعيّات النطق واللغة في العديد من الدول العربية، تمهيداً لإعداد ملف متكامل لتقديمه للجمعيّة العالميّة لعلاج الكلام والصّوت، خلال مؤتمرها العالمي الذي سيعقد في تايبيه في تايوان خلال أغسطس المقبل، وذلك للحصول على موافقة الجمعيّة العالميّة على استضافة أبوظبي للنسخة ال 33 من مؤتمرها في العام 2025.

واستعرضت جلسات المؤتمر نتائج بحث دكتوراة من جامعة لندن في المملكة المتحدة قامت به الدكتورة مريم خاطر، استشاريّة علاج نطق ولغة، في مركز محمد بن راشد للتعليم الخاص –  بإدارة مركز نيو إنجلاند. حيث استهدفت الدراسة المهارات الفونولوجية (المتعلقة بالنظام الصوتي للغة) عند الأطفال الإماراتيين وعلاقتها باكتساب المفردات الاستيعابية والتعبيرية. حيث تم عمل وتطوير اختبارات تستخدم لقياس المفردات اللغويّة عند الأطفال، بالإضافة إلى تطوير اختبارات فونولوجية استخدمت للقيام بعملية مسح للأطفال من عمر سنتين إلى سبع سنوات. وأظهرت نتائج البحث حساسيّة ومصداقيّة هذه الاختبارات في الكشف عن حالات التأخر اللغوي في عمر مبكر، كما استطاعت الاختبارات الفنولوجية التنبؤ بحصيلة المفردات اللغويّة للأطفال من عمر سنتين إلى سبع سنوات بنسبة تصل إلى 46%.

وألقى الدكتور محمد مقدادي استشاري ورئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والتغذية والكبد لدى الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبيّة في أبوظبي، ونائب رئيس الجمعيّة العربيّة لاستشاريي الجهاز الهضمي، محاضرة عن كيفيّة تغذية الأطفال الذين يعانون من مشاكل في البلع. وأوضح أن الأسباب متعددة ومنها عيوب خلقيّة في الوجه أو الفم أو الجهاز الهضمي العلوي، وأحياناَ يكون العلاج من خلال إرشادات للأهل، أو القيام بالتغذية عن طريق أنبوب عبر الأنف، وفي حالات أخرى قد يحتاج الطفل إلى استخدام أنبوب في البطن للتغذية ولإيصال الأدوية.